أخر الأخبار

القلب المكتفي
ليس أني أقول من جهة احتياج، فإني قد تعلمت أن أكون مكتفيًا بما أنا فيه ... أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني ( في 4: 11 ، 13)
ما أجمل أن نرى بولس الرسول وهو يستخدم الكياسة في معالجته لموضوع المال.
فهو لا يريد للفيلبيين أن يظنوا أنه يشكو من أي اعواز مادية. لكنه، نقل إليهم أنه مستقل إلى حد كبير عن الظروف الدنيوية المُحيطة به. فهو تعلم أن يكون مكتفيًا، بغض النظر عن حالته الاقتصادية.
والاكتفاء حقًا أعظم من الغنى، وان لم ينتج غنى، فهو يحقق الهدف إذ يُبطل السعي وراء الغنى. مبارك هذا الشخص الذي ييحمل رأسًا عاليًا مع معدة خاوية، وجيب فارغ، وقلبًا فَرِحًا سعيدًا مع راتب غير مدفوع، والتسبيح لله عندما يكون الناس بلا أمانة.

لقد عرف بولس أن يتضع، أي أن يُحرم ضروريات الحياة. ففي كل شيء، وفي جميع الأشياء، قد تدرب أن يشبع وأن يجوع، وأن يستفضل وأن ينقص (ع12). وكأن لسان حال بولس ”إن جعت فإن الله يحفظني من التذمر والانطراح وعدم الاكتفاء، وإذا استفضلت فإن الله يحفظني من الكسل واللامبالاة والاكتفاء بالذات“. وكيف تعلم الرسول هذا الدرس؟ كان واثقًا بأنه ضمن إطار إرادة الله. كان يعلم في أية ظروف وَجد نفسه، فهو هناك بسماح من الله. إذا جاع، إنَّ ذلك حصل لأن الله يريد له أن يجوع، أو إذا شبع، فلأن ربه قد رتَّب هذا الأمر. كان لسان حاله دائمًا: «نعم أيها الآب، لأن هكذا صارت المسرة أمامك» (
مت 11: 26 ).

ثم يضيف الرسول العبارة التي باتت أُحجية لكثيرين: «أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني» (ع13). هل كان يعني ذلك حرفيًا؟ الجواب هو: إن الرسول بقوله إنه يستطيع كل شيء، كان يعني بذلك كل شيء ضمن إرادة الله له. لقد تعلَّم أن الرب الذي يوصي، هو نفسه الذي يساعدنا في القيام بما يوصينا به. كذلك عرف أن الله لن يدعوه يومًا إلى تتميم أية مهمة قبل منحه ما يلزم من نعمة. وهذه العبارة «كل شيء» لا تشير على الأرجح، إلى أعمال عظيمة فقط، على قدر ما تشير إلى تحمل كثير من الحرمان
والجوع
ربنا اعطنا قلبا مكتفيا غير طامع يتحمل كل شيء ويقدر علي كل شيء وفق ارادتك ياقدوس
+++

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.