أخر الأخبار

خروف الفصح / المسيح المصلوب

خروف الفصح / المسيح المصلوب

( يراجع سفر الخروج الفصل الثاني عشر )، وسأتناول ايتين فقط من سفر الخروج على سبيل المثال لا الحصر :

( خروج 12: 2 ):" هذا الشهر يكون لكم رأس الشهور ، وهولكم أول شهور السنة." ، الشهر الاول يوافق شهري آذار ونيسان والمسمى أبيب ( تثنية16: 1 ) والذي سمي نيسان في التقويم اللاحق للجلاء وهي بابلية الاصل . وكلمة ابيب تعني سنبلة ، والمسيح هو حبة السنبلة التي سقطت في الارض لتأتي بحصاد كثير ، فالمسيح مات من أجل خطايانا حاملا إياها في جسده على الخشبة آخذا في جسده عقوبة الموت واللعنة عنها . ومن جهتنا ، فنحن متنا اولا بالخطايا والذنوب موتا حقيقيا واقعيا بالروح :" مع اننا كنا أمواتا بزلاتنا ، أحيانا مع المسيح (بالنعمة نلتم الخلاص )"

( أفسس 2: 5) . ثم بالايمان بالمسيح آمنا بصليبه وبموته عنا بالجسد ، حيث الجسد هو جسد البشرية الذي يمثلني ويمثل كل ذي جسد . فإذا انا مت مع المسيح وفيه بالجسد وأكملت العقوبة واللعنة معه .

( خروج 12: 11) :" وهكذا تأكلونه: تكون أحقاؤكم مشدودة ونعالكم في أرجلكم وعصيكم في أيديكم، فتأكلونه على عجل فإنه فصح للرب ." وفي (مرقس 14: 12) :" وفي أول يوم من الفطير ، وفيه يذبح حمل الفصح ، قال تلاميذه : الى اين أن نمضي فنعد لك لتأكل الفصح؟ "

يقول يوسيفوس المؤرخ أن عيد الفصح وعيد الفطير كانا يعتبران معا عيدا واحدا ممتدا لمدة ثمانية ايام وكانت هذه الايام الثمانية تدعى بصفة إجمالية : " أيام الفطير" فكان في اللغة الدارجة: " اول ايام الفطير " يعني يوم ذبح خروف الفصح الذي يسبق ايام الفطير السبعة. اليهود كانوا يأكلون خروف الفصح ، أما نحن نتناول جسد المسيح ودمه ومتطلعين للرحيل الى سماء المسيح ، أورشليم ، وترك هذا العالم. والاحقاء المشدودة تشير الى ترك شهوات الجسد وملذاته ، والنعال في الرجل يشير للخروج من هذا العالم المليء بالاشواك لخدمة الله. أما العصا في اليد دلالة على قوة الله التي يعطيها لخادم الرب لسيند عليها في رحلته على الارض والى السماء .

الفصح تعني الكلمة هنا " ذبح الخروف " وفي الحقيقة كان اول فصح عُمل هو ذبح الخروف في مصر ، الذي بواسطة دمه فُدي شعب اسرائيل من الهلاك بيد الملاك المهلك .افخارستيا المسيح لم تكن دموية ولم يكن فيها لحم بأي نوع . وهذا هو ترتيب المسيح ليكون بالخبز والخمر ذبيحة جديدة، لا بدم حيوان بل بدم ابن الانسان ، ذبيحة جديدة فصحية فيها الخبز هو جسد المسيح والخمر هو دمه ، في مفهوم الفصح الالهي السمائي الجديد غير الدموي . والمعروف ان ترتيب هذا العشاء واعتباره فصحا كان اهم تدبيرات المسيح التي اعتنى أن يكملها قبل الصليب ( لوقا 22: 15 ) باعتبارها عشاء الوداع وتأسيس سر الكنيسة الذي ستحيا به حتى يجيء . وبذلك يكون المسيح قد اكل الفصح مع تلاميذه ، واكمل بموته على الصليب الفصح الذاتي .

ومن الجدير بالذكر ان المسيح جلس وسط التلاميذ حول المائدة الارضية التي تمثل اول صورة لأول كنيسة على الارض .وكانت تمثل جسد المسيح حقا ، يحييه الحب الذي أحب به المسيح تلاميذه كإخوة في عائلة سمائية هو الاكبر ، ويحتضن تلاميذه ويطلب من الزمن أن يلتقط له صورة تذكارية تعبر عن أقدس يوم في حياة ابن الانسان مع تلاميذه .إذ لما كسر الخبز أعطى قائلا : هذا هو جسدي . وللخبزة المكسورة قوة وجلال الصليب والجسد المائت عليه . فحينما صنع العشاء صنع الفصح بآن ، حتى حينما نكسر الخبز نستحضر الصليب والجسد والمسامير والحربة . وهتف بالتلاميذ والزمن يسجل : اصنعوا هذا لذكري:" ثم اخذ خبزا وشكر وكسره وناولهم إياه وقال: هذا هو جسدي يبذل من اجلكم . اصنعوا هذا لذكري ." ( لوقا 22: 19 ).

بإرادة الفدية ذبح نفسه حيا ، وملأ كأسه دما ، وأعطاه لتلاميذه ليشربوا عهده الجديد ويذكروه كلما شربوا :" وصنع مثل ذلك على الكأس بعد العشاء فقال :هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يراق من أجلكم ."

بهذا ننتهي بحقيقة لاهوتية غاية في الاهمية وهي اننا حينما نشترك الجسد والدم نحن نأكل المسيح كقوله وبالتالي نتحد به بالسر الفائق :" من اكل جسدي وشرب دمي ثبت فِيَّ وثبتُ فيه ".

( يوحنا 6: 56 ) . فالافخارستيا عمل وتقديس إلهي يخص الانسان الجديد الروحاني يرفع عنه ثقل الخطايا ويمده بضمير عدم الخطايا للفرح والشكر الدائم ، كما يمده بالغذاء الروحي والنور والحق والحياة ودوام الثبوت في الرب ويسنده في غربته على الارض الى أن يكمل ويمضي الى موطنه السمائي .

الخلاصة ان ذبيحة الناموس العظمى هي " الفصح " التي كانت محور الصلاة والطقوس التي تشير الى مركز الخلاص السري أي " خروف الفصح " ، جعلها انجيل يوحنا رسم افتتاح لعهد النعمة في انجيله ، وذلك حينما أشار المعمدان الى المسيح قبل أن يبدأ عمله :" هوذا حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم ."( يوحنا 1: 29 )، وهكذا كان فصح العهد القديم ينتظر استعلان سره في المسيح .


خروف الفصح

كانوا يضعونه في سيخين متعامدين ويشوي علي اعشاب مرة والسيد المسيح قد وضع علي الصليب وجاز في الالام الرهيبه لاجلنا.

اذا نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجينا جديدا كما انتم فطير لان فصحنا

ايضا المسيح قد ذبح لاجلنا (كورنثوس الأولى 5: 7) (عب 9: 12) ليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلي الاقداس فوجد فداء ابديا لأنه ان كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين يقدس إلي طهارة الجسد فكم بالأحرى يكون دم المسيح.

رش دم خروف الفصح

كان ايضا رمزا للصليب (خر12: 8) وياخذون من الدم ويجعلونه على القائمتين و العتبة العليا في البيوت التي ياكلونه فيها وياكلون اللحم تلك الليلة مشويا بالنار مع فطير على اعشاب مُرة يأكلونه لا تاكلوا منه نيئا او طبيخا مطبوخا بالماء بل مشويا بالنار راسه مع اكارعه وجوفه ولا تبقوا منه الى الصباح والباقي منه الى الصباح تحرقونه بالنار وهكذا تاكلونه احقاؤكم مشدودة واحذيتكم في ارجلكم وعصيكم في ايديكم وتأكلونه بعجلة هو فصح للرب. . . . . ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي انتم فيها، فأرى الدم واعُبرعنكم فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين اضرب ارض مصر هكذا يلاحظ ان الدم يوضع علي القائمتين والعتبه العليا حتي لايداس بالاقدام.


خروج – الأصحاحان الحادى عشر والثانى عشر

الفصح

بين خروف الفصح وقيامة المسيا :

إن كان الفصح يعتبر نقطة تحول فى تاريخ الشعب القديم ، خلاله عبروا من أرض العبودية إلى البرية منطلقين نحو أرض الموعد ، لذا حمل خروف الفصح بكل طقوسه مفهوما خاصا ، يقام فى أول شهور السنة ( 12 : 2 ) ، يعيدونه كل عام فريضة أبدية ( 12 : 14 ) ، تلتزم به كل الجماعة ( 12 : 6 ) . حمل أيضا مفهوما روحيا يمس حياة الجماعة الكنسية فى علاقتها بالله ، فلم يكن خروف الفصح مجرد تذكار لقصة تاريخية حدثت فى الماضى ، لكنه يمثل عنلا حاضرا ودائما لله فى حياة شعبه .

عيد الفصح أيضا كان يعنى وجود علاقة شخصية بين كل عضو فى الجماعة والله نفسه . هذا فيما يخص خروف الفصح الرمزى ، أما وقد قدم السيد المسيح نفسه " فصحا " حقيقيا عن العالم كله ، صارت آلامه وصلبه ودفنه وقيامته فصحا دائما ومستمرا فى حياة الكنيسة ، تعيده الكنيسة ليس فقط مرة كل عام ، بل وفى كل قداس إلهى ، بل وتختبر قوته خلال حياتها اليومية . صار هذا العمل الفصحى الإلهى موضوع لهج كل مؤمن حقيقى ، خلاله يعبر من مجد إلى مجد ليدخل بالروح القدس إلى حضن الآب .

هذا ما جعل الأصحاحين الحادى عشر والثانى عشر من سفر الخروج مركزا للسفر كله ، بل وبغير مبالغة للعهد القديم كله ، كما أن صلب السيد المسيح وقيامته هما مركز الأنجيل . لذلك رأيت الضرورة ملحة إلى تقديم دراسة دقيقة ومختصرة قدر الإمكان لخروف الفصح على ضوء التقاليد المعروفة فى ذلك الحين ، وعلى ضوء التقليد اليهودى ، وخلال آلام السيد وصلبه وقيامته ، لنعرف أثره فى حياة الكنيسة الجامعة وفى حياة كل عضو فيها .

الفصح والتقاليد القديمة :

فى أيام آدم الأول ، قدم إبناه تقدمتين مختلفتين : قدم هابيل – كرجل صيد – ذبيحة دموية كفارة عن خطاياه تسلمها بلا شك عن والديه ، وقدم قايين من محصولات الأرض بكونه رجل زراعة . على أى الأحوال تسلمت البشرية هذين العملين وشوهت صورتهما خلال إنحراف البشرية عن الطريق الإلهى ، فصارت قبائل البدو فى العالم تلطخ خيامها بعلامة الدم إعتقادا منها أنها تطرد الأرواح الشريرة فلا تؤذيهم . أما القبائل العاملة فى الزراعة فصار لها تقليد مغاير ، يمتنعون عن أكل الخبز المختمر لبضعة أيام فى بداية المحصول الجديد حتى لا يدخل الخمير الخاص بالمحصول القديم مع دقيق المحصول الجديد .. بهذا يرون أنهم يبدأون عاما جديدا بطعام جديد وحياة جديدة .

ويلاحظ أن هذين الطقسين ( رش الدم والإمتناع عن الخمير ) لهما أصل إيمانى نقى ، لكن البشرية إنحرفت بهما عن مسارهما الإيمانى ، فجاء طقس الفصح يرد الطقسين إلى مسارهما السليم من جديد .

والعجيب أن الكنيسة فى احتفالها بعيد الفصح " القيامة " مارست منذ العصور الأولى طقسين متكاملين ومتلازمين ، هما طقس عماد الموعوظين وطقس الأفخارستيا . ففى ليلة العيد يقوم الأسقف بعماد الموعوظين ليحملوا علامة الدم على جباههم الداخلية وفى قلبهم ، ينعمون بالمصالحة مع الله فى إبنه يسوع المسيح بواسطة روحه القدوس . ويتنعمون بروح البنوة الذى يعينهم على العبور نحو الأمجاد الإلهية ، ثم يتقدمون مع بقية المؤمنون للأشتراك فى الطقس الآخر – أى الإفخارستيا – حيث تظهر الكنيسة المجاهدة على الأرض وكأنها وسط جهادها مستقرة حول مذبح الله الأبدى . فتأكل الفطير الجديد على الدوام ، تتمتع بالجسد والدم المقدسين اللذين لا يقدما ولا يشيخا .

هذا هو فصحنا الجديد الذى حمل الفصح القديم ظلا له ورمزا .

فصح شخصى :

أمر الله أن تقوم كل الجماعة بتقديم الفصح ، فهو فصح الكنيسة كلها المتحدة بعريسها ، واشترط فيما بعد أن يقدم فى أورشليم دون سواها ، الموضع الذى دعى اسمه فيه ، لأنه فصح الرب .

هذه الصورة الجماعية الحية لم تتجاهل الجانب الشخصى لكل عضو فى الجماعة ، بل ركزت عليها خلال إتحاد العضو بالجماعة . فلم يأمر الله أن يرش الدم على كل بيت فحسب ، وإنما ألزم كل رجل وإمرأة أن يأكلاه مشويا بالنار . والأكل علامة العلاقة الشخصية والإشتراك الشخصى فى ممارسة الطقس .

حقا لم يكن ممكنا للأطفال الصغار جدا والرضع أن يشتركا فى الأكل لكنهم كانوا يحضرون الطقس ويفرحون به ، بل وخلصوا من الهلاك خلال إيمان والديهم الذين يشتركون فى أكل خروف الفصح .

[ وهكذا المعمودية أيضا للأطفال ، بإيمان والديهم .. حتى لا يهلكوا ! ] .

من الناموس إلى المسيا :

كان عشاء الفصح عند اليهود له طقسه الخاص الذى سجله لنا الأصحاح الثانى عشر من سفر الخروج مع بعض التقاليد الأخرى التى حملت صلوات بركة وتسابيح ومزامير معينة سجلت فى المشنة ( التقليد اليهودى ) .

كان هذا العيد غنيا فى ذكرياته ووعوده التى حملت رعاية الله للإنسان خاصة خلال الخلاص المقدم بالمسيا . فكانوا يعرفون هذه الليلة أنها ذكرى سنوية لخلقة العالم ، ولختان إبراهيم وذبيحة إسحق وخروج يوسف من السجن والعتق المنتظر من السبى ، وظهور المسيا ، ومجىء موسى وإيليا وقيامة الآباء ونهاية العالم .. لهذا قدم السيد المسيح نفسه فصحا للعالم فى عيد الفصح ، ليعلن أن الحقيقة تبتلع الرمز وتدخل به إلى كمال هدفه .

+ يتحقق سر الفصح فى جسد الرب ...

فقد اقتيد كحمل ، وذبح كشاة ،

مخلصا إيانا من عبودية العالم ( مصر ) ،

ومحررنا من عبودية الشيطان كما من فرعون ،

خاتما نفوسنا بروحه ، وأعضاءنا الجسدية بدمه ..

إنه ذاك الواحد الذى خلصنا من العبودية إلى الحرية ،

ومن الظلمة إلى النور ، ومن الموت إلى الحياة ،

ومن الظلم إلى الملكوت الأبدى ...

إنه ذاك الذى هو ( فصح ) عبور خلاصنا ...

هو الحمل الصامت ... الذى أخذ من القطيع ،

واقتيد للذبح فى المساء ، ودفن بالليل ...

من أجل هذا كان عيد الفطر مرا ، كما يقول كتابكم المقدس :

تأكلون فطيرا بأعشاب مرة ،

مرة لكم هى المسامير التى استخدمت ،

مر هو اللسان الذى جدف ،

مرة هى الشهادة الباطلة التى نطقتم بها ضده ..

هكذا .. ذبيحة الحملان وطقس الفصح وحرف الناموس ، هذه قد تحققت فى المسيح يسوع . عوض الناموس جاء اللوغوس ، فصار القديم جديدا ، وصارت الوصية نعمة ، والرمز حقيقة .

من الفصح الأرضىإلى الفصح السماوى :

تحدث القديس أثناسيوس فى رسائله الفصحية كثيرا :

+ والآن يا أحبائى قد ذبح الشيطان ( فرعون ) ، ذلك الطاغية الذى هو ضد العالم كله ، فنحن لا نقترب من عيد زمنى بل عيد دائم سمائى ....

الآن نأكل " كلمة الآب " وتمسح قلوبنا بدم العهد الجديد نعرف النعمة التى يهبنا إياها المخلص ، الذى قال " ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب ، وكل قوة العدو " ( لو 10 : 19 ) .

الذين يحفظون العيد فى نقاوة يكون الفصح طعامهم السماوى .

+ + +

طقس الفصح : خر 11 : 4

الناموس كان مقدمة لعهد النعمة ، ليس فقط خلال الوصايا والكلمات ولكن أيضا خلال الرمز .. والآن نتحدث عن طقس الفصح كما ورد فى سفر الخروج وما يرمز إليه ، بالأستعانة بالنصوص الأنجيلية :

( 1 ) لماذا تم بالليل ؟

يقول الرب لموسى " إنى نحو نصف الليل أخرج فى وسط مصر " 11 : 4 ،

تمت الضربة فى الليل فى الظلام ، لأنه فى ظل الليل بعيدا عن نور النهار الواضح يتحقق العدل فى الشياطين وجرائمهم القاتمة " وأعطى عجائب فى السماء والأرض دما ونارا وأعمدة دخان . تتحول الشمس إلى ظلمة ، والقمر إلى دم قبل أن يجيىء يوم الرب العظيم المخوف " يوئيل 2 : 30 ، 31

كأنه بالليل حيث يسكن الشيطان فى الظلمة يقتله الرب فى عرينه ، بينما هو مطمئن ليس من يقاومه فيهلك وكل أعماله معه .

( 2 ) فى شهر أبيب أول الشهور :

كلم الرب موسى وهرون قائلا " هذا الشهر يكون لكم رأس الشهور ، هو لكم أول شهور السنة " ( 12 : 1 ) كأنه فى كل فصح يدخلون عاما جديدا ، ليعيشوا فى حالة تجديد قلبى مستمر فى المسيح يسوع الذبيح .

هذا يعنى أن ذبيحة الفصح الحقيقى بالنسبة لنا هى بدء الحياة الأبدية

ويلاحظ أن " أبيب" تعنى " سنبلة " ، وكأنه خلال الفصح تصير النفس سنبلة الرب أى حصاده .

( 3 ) الحفظ فى اليوم العاشر ع 3

كان إشارة إلى دخول السيد المسيح أورشليم ليبقى تحت الحفظ حتى يقدم نفسه فصحا من أجلنا . أما اختياره اليوم العاشر فإشارة إلى مجيئه بعد الناموس ( الوصايا ) يكمل الوصية التى كسرها الإنسان ، واهبا لنا إمكانية تنفيذها .

( 4 ) تقديمه فى اليوم الرابع عشر ع 6

فى اليوم الرابع عشر يكون القمر بدرا ، ولما كانت الشمس رمزا للسيد المسيح والقمر للكنيسة ، كأنه خلال " المسيح فصحنا " 1 كو 5 : 7 ، تكتمل إستنارة الكنيسة ويعلن بهاؤها .

أما أيام الحفظ فهى خمسة ( 10 – 14 أبيب ) تمثل البدايات الخمس للعالم فى تاريخ الخلاص .

آدم به بدأ الجنس البشرى ، ونوح بدأ به العالم الجديد بعد الطوفان ، إبراهيم بدأ كأب للمؤمنين ومن صلبه خرج شعب الله ، وموسى بدأ العالم فى الناموس المكتوب وأخيرا جاء السيد المسيح فى اليوم الخامس ليبدأ عهد النعمة ، فيه قدم نفسه فصحا ، له فاعليته فى كل الحقبات الخمس .

( 5 ) دعوة الجار القريب ع 4

تشير هذه الدعوة إلى دعوة الأمم بكونهم " القريب " الذى ينعم أيضا بذبيحة الفصح الحقيقى .

( 6 ) شاة صحيحة ع 5

إشترط أن يكون إما خروفا ، رمز للوداعة كقول إشعياء النبى " ظلم أما هو فتذلل ، ولم يفتح فاه ، كشاة تساق إلى الذبح " 53 : 7 ، أو من الماعز الذى يقدم فدية عن الخطية حسب الناموس ( عدد 7 : 16 ) .

نظره يوحنا المعمدان وقال " هوذا حمل الله الذى يرفع خطية العالم " يو 1 : 29 . وفى السماء رآه القديس يوحنا اللاهوتى :

" وفى وسط القسوس خروف قائم كأنه مذبوح " رؤيا 5 : 6

أما كونه صحيحا بلا عيب ، فلأن السيد المسيح قدوس بلا عيب يقدر أن يكفر عن خطايانا بدم نفسه ( عب 9 : 14 ) .

أما كونه ذكرا فإشارة إلى رئاسته ، لكونه عريس كل المؤمنين ( 2 كو 11 : 2 ) ، إذ :

" من له العروس فهو العريس " يو 3 : 29 .

" إبن حول " أى شاب ليس فيه ضعف الشيخوخة ولا يصيبه القدم ، يبقى جديدا فى حياتنا على الدوام ، مع أنه هو القديم الأيام الأزلى .

( 7 ) يذبحه كل جمهور جماعة إسرائيل ع 6

من جهة تحقق هذا الأمر فى شخص السيد المسيح الذى قيل عنه :

" اجتمع على فتاك القدوس يسوع الذى مسحته هيرودس وبيلاطس البنطى مع أمم وشعوب إسرائيل " أع 4 : 27

( 8 ) ذبحه فى العشية ع 6

إشارة إلى تقديم السيد المسيح نفسه فصحا عن العالم فى ملء الأزمنة .

( 9 ) رش الدم على العتبة العليا والقائمتين ع 7

يتحدث عن فاعلية الدم قائلا " فأرى الدم وأعبر عنكم " ، لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة " عب 9 : 22

إن رش الدم هكذا على العتبة العليا والقائمتين إنما يشير إلى تقديس النفس بجوانبها الثلاث : العقلى والعاطفى والروحى ، أى تقديس الإنسان بكل طاقاته الفكرية واشتياقاته وأحاسيسه الداخلية .

ويلاحظ أن رش الدم لا يكون على العتبة السفلى حتى لا يداس بالأقدام ، إذ يقول الرسول " كم عقابا أشر تظنون أنه يحسب مستحقا من داس إبن الله وحسب دم العهد الذى قدس به دنسا وازدرى بروح النعمة " عب 10 : 29 .

( 10 ) إستخدام الزوفا ع 22

" خذوا باقة زوفا واغمسوها فى الدم الذى فى الطست ومسوا العتبة العليا والقائمتين بالدم "

الرأى التقليدى بين اليهود أن الزوفا هى نبات الزعتر واستخدم للتطهير من البرص ( لا 14 : 4 ، 6 ) ، واستخدم أيضا لرفع إسفنجة من الخل التى قدمت للسيد على الصليب ( يو 19 : 29 ) .

( 11 ) يأكلونه مشويا بالنار.. لا تأكلوا منه نيئا أو طبيخا مطبوخا بالماء ع 8، 9

يلتزم المؤمنون بأكل اللحم مشويا بالنار ، للأتحاد بالسيد المسيح الذى اجتاز من اجلنا العدل الإلهى قائلا " قلبى كالشمع ذاب فى وسط أحشائى . قوتى نشفت كزق ولصق لسانى بحنكى " ..

( 12 ) مع فطير . . وعلى أعشاب مرة ع 8

يشير الخمير إلى الشر والخبث ( 1 كو 5 : 7 ، 8 ) وإلى الرياء ، يقول الرسول :

" إذا لنعيد ليس بخميرة عتيقة ولا بخميرة الشر والخبث بل بفطير الإخلاص والحق " 1 كو 5 : 8 ..

ويلاحظ أن السيد المسيح فى سر الأفخارستيا إستخدم خبزا مختمرا ، لأنه حمل فى جسده خطايانا .

الأعشاب المرة تذكر الشعب مرارة عبودية الخطية التى يتحررون منها خلال خروف الفصح .

وتشير إلى مرارة نفس السيد المسيح من جزاء ما عاناه من إهانات واستهزاء عند محاكمته وصلبه ..

( 13 ) لا تبقوا منه إلى الصباح ع 10

إشارة إلى سر الفصح كسر " الحياة الجديدة " وقد حرصت كنيستنا على عدم إبقاء الأسرار الإلهية لليوم التالى .

( 14 ) عظما لا تكسروا منه ع 46

يشير إلى السيد المسيح الذى لما جاءوا ليكسروا ساقيه وجدوه قد مات سريعا ( يو 19 : 36 ) فلم يكسروهما ..

( 15 ) يأكلوه وهم على إستعداد للرحيل ع 11

إشترط أن يأكلوه هكذا " أحقاؤكم مشدودة وأحذيتكم فى أرجلكم وعصيكم فى أيديكم ، وتأكلونه بعجلة . هو فصح للرب "ع 11

التفسير التاريخى لهذا الأمر حتى يتذكر اليهود أنهم راحلون ، لقد عرف هذا الشعب بكثرة النسيان فأعطاهم هذه الوصية حتى لا ينسوا غاية الفصح .

التفسير الرمزى : لكى نكون نحن أيضا مستعدين لخروجنا ورحيلنا ، إلى أورشليم السمائية ..

الأحقاء مشدودة تشير إلى ضبط الجسد والشهوات وملذاته ...

الحذاء الذى فى الرجل ، هو حذاء السيد المسيح [ الذى قال عنه معلمنا يوحنا المعمدان : أنه غير مستحق أن ينحنى ويحل سيور حذائه ] حتى كما سلك ذاك نسلك نحن بحذائه لا نخاف أشواك هذه الحياة ..

أما العصا التى فى أيدينا فهى عصا الله ، الصليب ...

( 16 ) يعيدونه فريضة أبدية ع 14 ولا يأكل منه غريب ع 43 ، 48

إشترط ألا يشترك فيه أهل الغرلة ، إنما يشترك أهل الختان وحدهم ، هكذا لا يقدر أن يتمتع بالتناول من الأسرار المقدسة إلا الذى نال الختان الروحى ، أى المعمودية ، فصار إبنا لله له حق الأتحاد معه فى المسيح يسوع .

قتل الأبكار :

دفع المصريون ثمن ما فعلوه بقتلهم أولاد العبرانيين وإلقائهم فى النهر ، فأدبهم الرب بذات فعلهم . أما أولاد الله فحتى شعور رؤوسهم محصاة وتحت رعايته .

خروج الشعب :

إستدعى فرعون موسى وهرون وقال لهما : " قوموا أخرجوا من بين شعبى ... واذهبوا اعبدوا الرب كما تكلمتم . خذوا غنمكم أيضا وبقركم كما تكلمتم واذهبوا . وباركونى أيضا " ع 31 ، 32 وكان المصريون يلحون عليهم بالخروج ...

لقد طلب الشعب من المصريين ذهبا وفضة وثيابا فأعطوهم ، كان ذلك بسماح إلهى كتعويض عن الأجرة التى سلبها إياها المصريون أيام السخرة وبناء البيوت لهم مجانا ...

عدد الخارجين :

الذين خرجوا ستمائة ألف ماشين من الرجال عدا الأولاد ع 37

دعوتهم " ماش من الرجال " فتعنى أن الكنيسة فى حالة تحرك مستمر نحو السماء بروح الجهاد والمثابرة بلا يأس ، لا تعرف التوقف عند العبور .

+ + +


المسيح فصحنا

نيافة الأنبا رافائيل

أولاً: أريد أن اوضح أن خروف الفصح ليس هو الأصل والمسيح التطبيق. فكثيراً ما نفهم أن المسيح صنع لذلك لأنه ذكر فى النبؤات، وهو يطبق ذلك بل العكس هو الصحيح ان النبؤات جائت لتشير إلى المسيح.
وخروف الفصح جائت كل مواصفاته لتنطبق على السيد المسيح، فالمسيح إذن هو علة النبوة، وليس النبوة هى علة المسيح.
فالمسيح فصحنا هو الأصل وقد سبقوه وصنعوا خروف الفصح بالنبوة، والقصد هو المسيح الفصح.
ومعنى كلمة فصح : كلمة عبرية تعنى "عبور" وهو نفس المعنى لكلمة "بصخة" ولكن بالنطق اليونانى، ونقلناها إلى القبطية بنفس النطق اليونانى، وقد أخذ عنها اللفظ الإنجليزى "
PASS" أى عبور أيضاً

والمسيح هو العبور الحقيقى، ولذلك فسنتكلم عن :

1- المسيح العبور :

والعبور الذى حدث فى العهد القديم كان بنوعين :
أ- ان الملاك المهلك عبر على البيوت الملطخة بالدم فلم تهلك (وهذا هو الأهم).
ب- عبور شعب اسرائيل البحر الأحمر وخروجهم من ارض مصر إلى أرض الجهاد فى سيناء. والمسيح هو العبور الحقيقى للنفس، فهو يأتى ويلطخ الإنسان بالدم فينتهى الموت، ويأتى الملاك المهلك فلا يستطيع أن يمس النفس التى تلطخت بالدم.
والمسيح يلطخنا بالدم فى: المعمودية، الميرون، التناول، لأن كل أسرار الكنيسة تستمد قوتها من المسيح.
فالمعمودية هى الصليب، المعمودية هى الدم وقد قال السيد المسيح عن نفسه ذلك: "لا يستطيعان أن يشربا من فى الكأس التى أشربها أنا، ولا يصطبغا من نفس الصبغة التى أصطبغ بها أنا".
وهو هنا يقصد بالصبغة "الصليب"، ولفظ صبغة هو نفسه لفظ المعمودية، وهنا يصنع المسيح تطابق بين المعمودية والصليب.
ونحن نقول اننا مدفونون معه فى المعمودية فهى إذن قبر وصليب وشركة فى الصليب والقيامة فكل من دخل إلى المعمودية صار ملطخاً بدم المسيح، وعندما يعبر عليه الملاك المهلك لا يقدر عليه تصير قوة الحياة فيه.
فقد قيل فى العهد القديم: "أن الدم فيه النفس" فقد أمرهم ألا يشربوا الدم لأن فيه النفس، وفى العهد الجديد يقول: "خذوا اشربوا هذا هو دمى"، ألم تقول لا تشربوا الدم؟ فماذا نشربه الآن؟
فيقول المسيح: أنى لا أريد ان تشرب دم اخر سوى دمى أنا فقط، فكل دم فيه حياة ولكن حياة فانية (مزيفة) ان شربته فسوف تأخذ خطيته، ولكن دمى فيه البر والحياة ومن يشربه يأخذ الحياة التى لا يقوى عليها الموت.
فنحن بإتحادنا بدم المسيح لا يقدر علينا الموت.
فالمسيح هو عبورنا هو الذى جاء ورشم الجسد الإنسانى بدمه، وفى العهد القديم كان رشم الدم يكون على القائمتين والعبتة العليا (وهذا هو منظر الصليب).
وهنا يمسح المسيح النفس بدمه فنأخذ الحياة ولا يقوى علينا الموت.
أما عن عبور شعب اسرائيل فى البحر الأحمر فيخبرنا بولس الرسول أن هذه كانت معمودية فعند عبور شعب إسرائيل للبحر الأحمر كانوا عبيد، أما بعد خروجهم منه أصبحوا أبناء لله، وقد كانت المياه تحيطهم من كل جانب، وتبعهم فرعون وجنوده وهو يرمز إلى الشيطان.
كذلك أيضاً فى المعمودية يكون الإنسان عبد للشيطان ثم بعد ذلك يصبح ابن لله.
والمسيح هو العبور الحقيقى للنفس الذى عبر بنا من ظلمة الخطية إلى مجد البر، ومن عبودية الشيطان إلى حرية أبناء الله، عبر بنا وأخذنا معه إلى أرض سيناء.

2- كان هناك امر آخر فى الفصح وهو الفطير :

فبعد أكل الخروف فى العهد القديم كان ينزع الخمير من البيت ويأكلوا الفطير وهو خبز غير مختمر، لماذا غير مختمر؟
أولاً : لأنه عند عبورهم أو قبل عبورهم كان معهم عجين غير مختمر، فعندما كانوا فى مصر وصدرت أو جائت لهم الأوامر بالتحرك كانوا يعجنوا الفطير وقد أخذوه معهم وخبزوه قبل أن يختمر. وهنا يريدنا المسيح أن نعيش فى احاسيس الناس الذين كانوا فى عجلة ولم يكن فطيرهم قد اختمر بعد.
ثانياً : أن الخمير رمز للشر، ولذلك طلب مهم عزل الشر فالذى يأكل الخروف كان من المفروض أن يترك الخطية، ويسلك بما يليق بالاتحاد بهذا الوضع.
ثالثاً : أن الخمير يرمز للعتيق، فالخمير هو فطر يضاف إلى العجينة وتنمو وتنتشر فيها، ثم يأخذوها لتخبز ولكن قبل ذلك يأخذوا قليلاً منها ليضعوه فى العجين الذى لليوم التالى فيختمر ثم يأخذوا منها لليوم التالى وهكذا..
فالخمير إذاً رمز للقديم، فأنا أخذ جزء من عجينة اليوم لأضعه فى عجينة اليوم التالى. ولذلك رفض الرب هذا، لأن الذى يدخل معه لابد أن يترك القديم ويبدأ بدأ جديد.
ولذلك علينا أن ننسى العجينة القديمة ونضع عجينة جديدة فيها البر والحب والقداسة.
ولكن لماذا يأكلوا الفطير لمدة اسبوع بالذات؟
لأن الأسبوع هو فترة زمنية متكاملة وترمز للعمر كله من الأحد إلى السبت، والأحد التالى يكون رمز للدهر الآتى وهو رمز أيضاً للأبد، ولذلك قصد المسيح ان يقوم فى يوم السبت وذلك لأنه بدأ دهراً جديداً.
فقيامة المسيح هو دخول فى الأبدية ولذلك قصد أن يقوم فى فجر الأحد.
وهنا يرينا أن الإنسان الذى يأكل الفصح يظل فى بر وقداسة فترة أسبوع كامل لكى يستطيع أن يدخل مع المسيح فى الأبدية وقيامته.

3- إن المواصفات التى اشترطت فى خروف الفصح تنطبق على المسيح تماماً :

المسيح هو الأصل والخروف هو الصورة، الخروف هو الرمز والمسيح هو الحقيقة.
أ- أن يكون صغير فى السن : وقد مات المسيح على الصليب وهو فى شبابه، وأيضاً عندما يكون صغير يكون حمل وديع لا يأذى أحد: والمسيح أيضاً لم يأذى أحد.
ب- أن يكون صحيح وبلا عيب : والمسيح كان صحيح وبلا عيب.
ج- يذبح الخروف فى داخل البيت (والبيت هو رمز للكنيسة): والمسيح يكون فى الكنسية.
د- وقيل أن البيت الذى يكون عدده صغير ولا يستطيع أن يأكل افراده الخروف كله فى نفس اليوم يمكن له أن يشترك مع بيت أخر فى خروف واحد حتى ينتهوا منه فى نفس اليوم: وهذا يرمز لاشتراكنا معاً فى أكل جسد الرب ودمه.

هـ- أيضاً لم يقل على خروف الفصح "خرفان" بل قالوا خروف بصيغة المفرد بالرغم من انهم كانوا يذبحون عدد كبير من الخرفان وهذا "رمز الوحدة" والمسيح الواحد الموجود فى كل مكان وعلى كل مذبح ولكننا لا نقول أجساد المسيح بل "جسد المسيح". والمسيح هنا يضمن لنا الوحدة فبالرغم من تعدد الذبائح ولكنه خروف واحد وأكله واحدة. وكذلك المسيح عندما نأكله ويضمنا فى وحدة معه.
و- يذبحه كل جمهور اسرائيل فى العشية وهذا ما حدث للمسيح كل الناس قامت ضده، الكل قال اذبحه دمه علينا وعلى أولادنا ولم يقل إنسان واحد شئ أخر أو دافع عنه. (لم يوجد غير غريب الجنس "بيلاطس" الذى قال لا أجد علة فى هذا البار). وفى العشية أيضاً اسلم المسيح الروح فى هذا الوقت، وفى تلك السنة كان ذبح الخروف فى يوم جمعة وفى نفس الميعاد الذى صلب فيه المسيح
ولذلك حكم المسيح فى عجلة وظلوا ساهرين طوال الليل لأن بعد ذلك لديهم عيد "عيد الفصح" وقد ذهبوا إلى بيلاطس فى الفجر حتى ينفذ لهم الحكم.
وقد كان لدى الرومان نوعان للإعدام: الصلب وقطع الرقبة.
قطع الرقبة : للمواطن الرومانى، وكان يحترمه ولا يغذبه فيقطع رقبته سريعاً.
الصلب : للرعايا وكان فيه استهزاء وألم وفضيحة وموت بطئ. والسيد المسيح أرتضى أن يموت حسب النظام الرومانى وليس النظام اليهودى (الرجم) حتى لا يكسر عظم من عظامه وذلك لأنه حب الكنيسة وهو لا يهدم أو يكسر، والمسيح هنا قصد أن يموت ولكن بالنظام الرومانى بالصليب: لأنه عار وهو حمل عارنا. ولأن البديل هو قطع الرقبة وهو لا يريد أن ينفصل عن الكنيسة.
كان الخروف يأكل مشوياً وهذا يرمز للألم الشديد (وليس مطبوخاً أو نيئاً) وهو يذكرنا بالآلام الشديدة التى تحملها المسيح.
تأكلونه مع رأسه وأكارعة وجوفه: والرأس رمز للفكر، والأكارع للعمل والجوف للمشاعر والأعمال ونحن يجب أن نتحد مع المسيح فى فكره وفى العمل والروح نتحد بالمسيح كله.
ولا تبيتوا منه للغد والباقى منه يحرق وذلك لأن المسيح لن يبيت على الصليب وهو دائماً متجدد. ونحن لا نبيت أيضاً من الذبيحة فى كنائسنا.
تأكلونه على أعشاب مرة: رمز لآلام المسيح ونحن عندما نتناول يكون فينا مرارة التوبة، وعدم الأكل هنا حتى يكون الحلو مر، ويكون المسيح هو حلاوتنا.
تأكلونه وأحقائكم مشددة وأحذيتكم فى أرجلكم وعصيكم فى أيديكم: كلها تشير إلى الاستعداد وأن يكون الإنسان غير متكاسل فى الخدمة أو العمل بل نكون دائماً مستعدون. وأيضاً المسيح مات ودفن سريعاً.
أيضاً هناك الفترة بين شراء الخروف وذبحه (4 أيام) وهذه تشير إلى أزلية المسيح أن المسيح المذبوح قديم وموجود منذ الأزل.


* عيد الفصح Feast of Passover:

كلمة فصح بالعبرية "بيسح Pesah" ومعناها "الإجتياز" أو العبور". وقد نُقِلَت بلفظها تقريباً أو بمعناها إلى معظم اللغات. فهي في القبطية واليونانية "بصخة Pascha"، وفي العربية "فصح"، وفي الإنجليزية "Pass-over".

# تأسيس الفصح:

كان عيد الفصح يقع في الرابع عشر مساءً أي في ليلة (ونهار) اليوم الخامس عشر من شهر أبيب، ومعناه "شهر الخضرة"، أو "تكوين السنابل" (خر4:13)، الذي دُعي بعد السبي البابلي "نيسان" (نح1:2). وكان يعقب أكل الفصح مباشرة، سبعة أيام عيد الفطير (خر15:12)، والذي كان يُسمى بالتبعية "الفصح" أيضاً (تث2:16؛ مت17:26؛ مر12:14؛ لو1:22). لأن عيد الفصح يقع في اليوم الأول من عيد الفطير.

وكان كلاهما يرتبطان إرتباطاً وثيقاً بذكرى الخروج من مصر. فالفصح كان تذكاراً لخروج الفصح الي رُشَّ دمه على القائمتين والعتبة العُليا في كل بيت من بيوت بني إسرائيل، وهكذا نجا أبكارهم من الملاك المُهلِك (خر12و13). أما الفطير فكان تذكاراً للفطير الذي أكلوه في أيامهم الأولى –بعد عبورهم البحر الأحمر- من العجين الذي أخذوه معهم من مصر إذ كان لم يختمر (خر39:12). وهو أول عيد يفرضه الرب للإحتفال به "فريضة أبدية" (خر14:12). ليتذكروا ليلة خروجهم وخلاصهم من العبودية في أرض مصر، وكانت تلك الليلة هي ختام السنة 430 من تغريب إبراهيم (تك14،13:15؛ خر42،41:12).

وقد كان عيد الفصح هو بداية تقويم جديد لليهودن حيث أصبح لديهم تقويم مدني (شهر تشرين/أكتوبر)، والآخر ديني تبعاً ليوم عيد الفصح.

# الرمز:

والرب نفسه هو الذي رسم نظام ذبيحة الفصح بكل دقة وعناية لكي تكون رمزاً وإشارة ونبوءة مصوَّرة بحب عجيب لما سوف يتم في ملء الزمان من ذبح الحمل الإلهي وأكله وسِفْك دمه كفّارة وخلاصاً لكل مَنْ يؤمن به.

وهكذا بدأ إستعلان يوم الصليب والخلاص بدم المسيح والإتحاد به، مبكراً جداً هناك في "مصر حيث صُلِبَ ربنا أيضاً" (رؤ8:11).

نعم، هكذا يقول سفر الرؤيا مشيراً بالروح إلى الفصح الذي تم في مصر كأول إعلان عما أضمره الله القدير في نفسه، الذي حقَّقه أخيراً في ملء الزمان خارج أبواب أورشليم. لذلك كان خروف الفصح في تفاصيل طقسه يحمل إشارات جليّة للفداء.

ومن ناحية إعتبار عيد الفصح هو بداية تقويم جديد، فهذا كذلك يوضح الأمر الإلهي بأن خلاص الإنسان هو بداية لتاريخه وتحرُّره من عبودية إبليس بتوسط دم الحمل الإلهي.

ولكن العجيب أن هذا الشهر الذي تبدأ به السنة الجديد لا يبدأ بالفصح مباشرة؛ بل يجيء الفصح في اليوم الرابع عشر من هذا الشهر! ولم يأت هذا الأمر إعتباطاً، بل لكي يصل تطابق الأصل على المثال إلى أقصاه.

فبما أن حمل الفصح كان مثالاً للمسيح، فإن مجيء المسيح إلى أرضنا هو الذي أنشأ تقويماً جديداً لنا وليس صَلبه. لذلك فإن ميلاد المسيح هو الذي يبدأ به تقويم عهدنا الجديد (التقويم الميلادي)، أما صلبه فكان بعد أن أكمل إستعلانه لذاته وأتمّ رسالته متدرجاً في ذلك من يوم ميلاده كطفل إلى أن إستعلن مجده كاملاً بالصلب والقيامة. وكأن حياته على الأرض تمثلها دورة القمر الذي بدأ هلالاً يبزغ في وسط ظلمة الليل الدامِس، ثم يكبر قليلاً إلى أن يكتمل بدراً مضيئاً بعد دورة تستغرق أربعة عشر يوماً!!

وقد كان يتم إختيار خروف الفصح بحسب المواصفات التالية مثل السيد المسيح كذلك: بلا عيب – ذكراً – إبن سنة (حولياً). وكلمة إبن سنة تشير إلى أنه شاب ليس فيه ضعف الشيخوخة..

ومثلما حدث مع المسيح عندما تجمهر حوله اليهود، كان يجب على خروف الفصح أن "يذبحه كل جمهور إسرائيل في العشية" (خر6:12).

أطلق المسيحيون الأوائل على عيد القيامة اسم "عيد الفصح"، بل وأطلقوا كلمة "فصح" على "مائدة الإفخارستيا" أو "عشاء الرب"، إعتماداً على الآية: "شهوة إشتهيت أن آكل هذا الفصح" (لو15:22). وفي القرن الثاني المسيحي كانوا يطلقون على "مجيء الرب" لقب "فصح الرب".

St-Takla.org                          Divider!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.